هنا قصص قصيرة طويلة..حكايا تتكرر كل يوم ..كل ساعة.., نقرأها ,نسمع بها..نمر عليها مرور الكرام..نقفُ لحظة ألم..نبكي ,نغضب.. ثم نقلب الصفحة ونتجه إلى أمورٍ أخرى !
بالأمس وفي غرفة إنتظار..رأيتُ إحداهن تكسو الزرقة والإنتفاخ عينها اليمنى ..الدامعة.., وتضغظ بإحدى يديها على الأخرى..من معها كانت تدعو بصوتٍ متألم مسموع على من أو جعها ومن ثم بكل جرأة اصطحبها الى المشفى..ربما كي يضمن أنها لن تخرج من سياق ماأملاه عليها..حيث أنها وقعت..أو إصطدمت بباب السيارة فجأة وبقوة..أو ..أو..كانت تحفظ جميع الإملاءات..ومن ثم تعالج وتعود الى البيت وكأن شيء لم يكن..
ارتفعت ثرثرة النساء هناك..كلٌ تروي قصة سمعتْ بها وتحاول أن تكون أشد إيلاماً من سابقتها..سمعتُ عمن ضُربت وطردت وعلى يدها رضيعها في منتصف الليل في الشتاء الفائت..سمعتُ عمن تعاني إلى الآن ارتجاجاً جراء ضربة عنيفة على الرأس..من كُسرت يدها..من أُسيل دمها..سمعتُ الكثير..وأشياء وأمور أخرى لاتُصدق..خلتها حكاياهن فقط..لكني أدرك أن ذلك يحدث..
أحالوا ذاك الصباح الهادئ..إلى ظُلمةٍ مزعجة مؤرقة داخلي…, أتساءل أحياناً ..لمن تلجأ إحداهن إذا لم يكن لديها أحد.. أين تذهب؟؟
حتى في حالات الشكوى يتم التنازل في اليوم الآخر تحت التهديد والتخويف أحياناً كثيرة…, أدركتُ أن تلك المرأة ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها لذلك..وفي كل مرةٍ تعود..لأجل أطفالها تعود.
كنتُ أستمع إليهن بصمتٍ مؤلم على خجل..ليس بيدي شيء.., لا أعرف مكان أو قانون رسمي يحمي من تتعرض للأذى..حتى منظمة حقوق الإنسان لن تستطيع تقديم حلول مجدية إن لم يتم دعمها رسميا في ذلك.., أحيانا حتى إن فكرن بالخلاص من ذاك العذاب والذل هناك من يعترض ويأمرها بالصبر..الأب ..الأم.. الأخ..الأخت..ذاك يحدث كثيرا..لكن على ماذا تصبر..على سحق روحها..على أن تبقى بين يدي إنسان سادي لايرحم..عُدت ولم أستطع تقديم شيئا لها..
لكني بين قصة وقصة كانت تتردد في قلبي مقولة قرأتها قبل أيام في منتدى..كانت نصيحة من إمراةٍ عجوز لزرادشت ( إذا ذهبت إلى النساء..فلا تنسى السوط)
بفضلكِ ..لن ينسى!
الجمعة يونيو 26, 2009 12:59 pm