ضمن سلسلة النشاطات الثقافية له، قام المعهد العالمي للفكر الإسلامي في كردستان، في مساء يوم الخميس، المصادف ﻟ 26/2/2009، وبالتعاون مع مجلة (ستاندر)، بإقامة ندوة بعنوان "الفقه الإسلامي.. نظام قانوني أصيل ومتجدد"، وذلك في قاعة فندق (هورامان) في مدينة أربيل، لكل من الأستاذين: الشيخ الدكتور أحمد الباليساني، والدكتور صباح البرزنجي.
ففي الكلمة الأولى للندوة، والتي أدارها الأخ الصحفي هاوژين عمر، قدم الدكتور أحمد الباليساني محاضرة بعنوان "الفقه الإسلامي بين الثوابت والمتغيرات"، والذي تطرق فيها الى أن: "الفقه الإسلامي نظام يجدد نفسه بنفسه"، وقال فضيلته: "لا يجوز لنا أن نغير في الفقه مجاراةً مع النظم اللاإسلامية المعاصرة"، هذا وقد قدم فضيلته تعريفاً علمياً للفقه، وأشار الى: "أن الفقه الإسلامي هو علم بذاته، لأنه إستنباط للأحكام من أدلتها التفصيلية"، ثم أشار الى ما يُثار من محاولات لتغيير الفقه الإسلامي، في وقت سيطرت العولمة الغربية على العالم أجمع.
وقال الدكتور أحمد الباليساني: "إن دائرة المباحات في الإسلام واسعة، ودائرة الحرام ضيقة، والمحرمات تُعد على أصابع اليدين"، هذا وأشار الى معاني الإجتهاد والتجدد، وقال: "إن الله فرض الإجتهاد على المسلمين".
وفي محور آخر، تحدث الدكتور الباليساني قائلاً: "كان المسلمون في عصورهم الذهبية سبّاقين الى كثير من العلوم، واستفاد منهم العالم برمته، على عكس الحضارة الغربية، الذين برعوا في العلوم، إلاّ أنها حضارة أنانية لا تقدم ما لديها للآخرين إلاّ بقدر ما تناسب مصالحهم الخاصة".
ثمّ قدّم الدكتور صباح البرزنجي محاضرته بعنوان (تطوير وتجديد الفقه الإسلامي)، والذي قال فيها: "إذا قارنا الفقه الإسلامي الآن مع ما كان عليه قبل عشر سنوات، نجد أنه قد تطور كثيراً، وتناوله الباحثون والعلماء بالدراسة والتحقيق في الجامعات والمعاهد وفي مجالس العلماء ومنتدياتهم". وأشار فضيلته الى: "أن الفقه الإسلامي، كغيره من العلوم الأخرى، لابد أن يخضع لطبيعة وقوانين التطور، وعليه أن يتطور باستمرار".
ولمزيد من الإيضاح، تناول الدكتور صباح موضوع تطور الفقه من تسعة أوجه، فقال فضيلته: "إن الفقه الإسلامي، اليوم، لم يتوقف، وأن بمقدور الفقيه المسلم أن يستفيد من علوم العصر، وتجارب العقل البشري في الأمور التي لا تتعارض مع النص".
وضمن النقاط التسع، قال الدكتور البرزنجي: "لقد تطور الفقه الإسلامي من حيث المضمون كذلك، فدخل فيه مواضيع عدّة، مثل: العمليات التجميلية، والإستنساخ البشري". وأوضح: "أن الفقه الإسلامي قد تطور من حيث اللغة كذلك، فالمصادر الأولية لهذا العلم قد كتب بلغة معقدة، أو ما يسمى (لغة الوجوب)، وأنه لابد أن يكتب بلغة أخرى عصرية، أي تحويلها من لغة الوجوب إلى (لغة الحقوق)".
وفي محور آخر ذكر فضيلته تلك النقاط التي تستوجب تجدد الفقه الإسلامي، ومما ذكره (العرف) والذي اعتبره "أحد العوامل التي تجعلنا نراجع تراثنا الفقهي"، ثمّ أشار الى ضرورة أن يكون من يقوم بهذه المهمة أناساً جريئين. هذا وقد تطرق الفاضلان الى أمثلة واقعية وتأريخية في بيان محاضرتيهما.
وفي الختام شارك بعض الحضور بآرائهم واستفساراتهم. هذا وقد حضر الندوة ثلّة من المثقفين، من البرلمانيين وأساتذة الجامعات وخبراء الشريعة والقانون، والأطباء والمشايخ والكتّاب، واستغرق اللقاء قرابة ساعتين ونصف الساعة.